آخر الأخبار📰

دليل شامل حول كوف أوف شراب لسعال الأطفال: التركيبة، الاستخدامات، وبروتوكولات السلامة العلاجية

دليل طبي شامل حول دواء كوف أوف شراب لسعال الأطفال (Cough Off Syrup)، يستعرض التركيبة الثلاثية، آلية العمل، الجرعات الدقيقة، التحذيرات، والتداخلات الدوائية، مع شرح مبسط للمصطلحات الطبية لضمان الاستخدام الآمن والفعال لطفلك.

شراب كوف أوف: وداعاً لسعال الأطفال المزعج


مقدمة عامة حول أمراض الجهاز التنفسي وعلاج السعال عند الأطفال

تُعد أمراض الجهاز التنفسي العلوي من أكثر الأسباب شيوعاً لزيارة عيادات طب الأطفال حول العالم. يعاني الأطفال، نظراً لعدم اكتمال نضج جهازهم المناعي وتعرضهم المستمر للملوثات والفيروسات في المدارس والحضانات، من نوبات متكررة من الزكام والأنفلونزا والحساسية الموسمية. ويبرز السعال كواحد من أكثر الأعراض إزعاجاً للطفل وقلقاً للوالدين، حيث يؤثر بشكل مباشر على جودة نوم الطفل، وتغذيته، ونشاطه اليومي.

في هذا السياق، يأتي دور المستحضرات الدوائية المركبة التي تهدف إلى السيطرة على الأعراض المتعددة للعدوى التنفسية بجرعة واحدة، لتخفيف العبء عن الطفل. يعتبر كوف أوف شراب لسعال الأطفال (Cough Off Paediatric Cough Syrup) نموذجاً لهذه الأدوية التي تجمع بين خصائص طرد البلغم، ومضادات الهستامين، ومزيلات الاحتقان. إن فهم طبيعة هذا الدواء، ومكوناته الفعالة، وكيفية تفاعله مع جسم الطفل، يعد أمراً حيوياً لضمان الفعالية العلاجية وتجنب أي مخاطر محتملة.

سنقوم في هذا المقال الطبي المفصل باستعراض كافة الجوانب المتعلقة بهذا المستحضر، بدءاً من التحليل الدقيق لمكوناته، مروراً بآلية عمله الفسيولوجية، وصولاً إلى أحدث التوصيات الطبية بشأن استخدامه، ليكون هذا الدليل مرجعاً موثوقاً للأهالي والمهتمين بالصحة العامة.

التصنيف الدوائي وآلية العمل المتكاملة

ينتمي شراب كوف أوف إلى فئة الأدوية المركبة لعلاج أعراض البرد والسعال (Combination Cold and Cough Preparations). تكمن قوة هذا الدواء في تركيبته الثلاثية المتوازنة، حيث تحتوي كل 5 مل من الشراب على ثلاثة مكونات نشطة تعمل بتناغم للسيطرة على طيف واسع من الأعراض. سنفصل أدناه آلية عمل كل مكون وكيفية تأثيره الفسيولوجي:

أولاً: جو ايفينيسين (Guaifenesin) - 50 ملغم

يُصنف الجوايفينيسين كدواء طارد للبلغم (Expectorant). تعمل هذه المادة الفعالة من خلال آلية فسيولوجية محددة تستهدف الغدد المخاطية في الشعب الهوائية. يقوم الجوايفينيسين بزيادة حجم السوائل في الجهاز التنفسي وتقليل لزوجة المخاط والإفرازات الصدرية.

عندما يصاب الطفل بالتهاب تنفسي، ينتج الجسم مخاطاً كثيفاً ولزجاً يلتصق بجدران القصبات الهوائية، مما يجعل السعال جافاً ومؤلماً وغير فعال في إخراج هذه الإفرازات. يعمل الجوايفينيسين على "تسييل" هذا المخاط، مما يحول السعال من سعال غير منتج (جاف) إلى سعال منتج، فيسهل على الطفل طرد البلغم وتنظيف مجاريه التنفسية، مما يحسن من عملية تبادل الغازات والتنفس.

ثانياً: كلور فينيرامين ماليات (Chlorpheniramine Maleate) - 1 ملغم

هذا المكون هو مضاد للهستامين من الجيل الأول (First-generation Antihistamine). الهستامين هو مادة كيميائية يفرزها الجهاز المناعي للجسم رداً على وجود مسببات الحساسية أو العدوى، وهو المسؤول عن أعراض مثل العطس، الحكة، وسيلان الأنف الغزير.

يعمل الكلورفينيرامين عن طريق حجب مستقبلات الهستامين من النوع الأول (H1 receptors) الموجودة في الأوعية الدموية والأنسجة المخاطية. من خلال هذا الحجب، يمنع الدواء تأثير الهستامين، مما يؤدي إلى:

 * تجفيف الإفرازات الأنفية (مما يعالج سيلان الأنف).

 * تقليل العطس والحكة في الأنف والحلق.

 * توفير تأثير مهدئ بسيط يساعد الطفل المريض على النوم والراحة، وهو أمر ضروري للشفاء.

ثالثاً: فينل يفرين هيدروكلوريد (Phenylephrine HCl) - 2.5 ملغم

يعد الفينل يفرين مضاداً للاحتقان (Decongestant) يعمل كمحاكي للجهاز العصبي الودي (Sympathomimetic). آلية عمله تتركز على تحفيز مستقبلات ألفا الأدرينالية (Alpha-adrenergic receptors) الموجودة في العضلات الملساء المبطنة للأوعية الدموية داخل الممرات الأنفية.

عند الإصابة بالزكام، تتوسع هذه الأوعية الدموية مسببة تورم الأغشية المخاطية، مما يؤدي إلى انسداد الأنف وصعوبة التنفس. يقوم الفينل يفرين بإحداث انقباض في هذه الأوعية الدموية (Vasoconstriction)، مما يقلل من تدفق الدم الزائد إليها، وبالتالي يقلص التورم ويفتح الممرات الهوائية، مما يسمح للطفل بالتنفس من أنفه بحرية أكبر.

تاريخ اكتشاف العلاج وتطوره

إن المكونات الموجودة في كوف أوف ليست وليدة اللحظة، بل هي نتاج عقود من البحث والتطوير في علم الصيدلة.

رحلة الجوايفينيسين عبر التاريخ

تعود أصول المواد الطاردة للبلغم إلى قرون مضت، حيث استخدمت الشعوب الأصلية في أمريكا مستخلصات شجرة "الجواياك" (Guaiacum) لعلاج مشاكل الحلق. في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، تم استخلاص مادة الجواياكول وتعديلها كيميائياً للوصول إلى الجوايفينيسين الذي نستخدمه اليوم. تم اعتماده من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في منتصف القرن العشرين كعلاج آمن وفعال لتخفيف احتقان الصدر، ولا يزال حتى اليوم المعيار الذهبي في الأدوية الطاردة للبلغم المتاحة دون وصفة طبية.

تطور مضادات الهستامين

تم اكتشاف مضادات الهستامين في أربعينيات القرن الماضي. وكان الكلورفينيرامين واحداً من أوائل المركبات التي أثبتت فعالية عالية وأماناً نسبياً، مما جعله جزءاً أساسياً من علاجات البرد والحساسية لعقود. ورغم ظهور أجيال جديدة من مضادات الهستامين لا تسبب النعاس، إلا أن الكلورفينيرامين لا يزال مفضلاً في حالات نزلات البرد الليلية عند الأطفال بسبب خصائصه المجففة للإفرازات والمهدئة المساعدة على النوم.

التحول إلى الفينل يفرين

لسنوات طويلة، كان السودوإيفيدرين (Pseudoephedrine) هو مضاد الاحتقان الأكثر شيوعاً. ومع ذلك، وبسبب القيود القانونية والمخاوف المتعلقة بإساءة استخدامه في تصنيع مواد غير قانونية، بدأ التوجه العالمي نحو استخدام الفينل يفرين كبديل آمن وفعال في أدوية الأطفال والبالغين المتاحة على الأرفف، ليصبح ركيزة أساسية في أدوية البرد المركبة.

دواء كوف أوف: الفوائد، الجرعة، والآثار الجانبية

الاستخدامات الطبية المعتمدة

يُوصف دواء كوف أوف شراب للأطفال للسيطرة على مجموعة من الأعراض المرتبطة بأمراض الجهاز التنفسي العلوي. ونظراً لتركيبته الشاملة، فإنه يستهدف عدة مشاكل في وقت واحد:

علاج السعال المصحوب بإفرازات (السعال الرطب)

يعتبر هذا هو الاستخدام الأساسي للدواء. وجود الجوايفينيسين يجعله مثالياً للحالات التي يعاني فيها الطفل من وجود "خشخشة" أو صوت بلغم في الصدر ولكن يجد صعوبة في إخراجه. يساعد الدواء على تفكيك هذه الإفرازات وجعل السعال أكثر فاعلية في تنظيف الصدر.

تخفيف احتقان الأنف والجيوب الأنفية

بفضل مادة الفينل يفرين، يساعد الشراب في تقليل تورم الأغشية المخاطية المبطنة للأنف. هذا مفيد جداً في حالات الزكام والأنفلونزا حيث يعاني الطفل من انسداد الأنف الذي يجبره على التنفس من فمه، مما يسبب جفاف الحلق وتفاقم السعال.

السيطرة على أعراض الحساسية التنفسية وسيلان الأنف

يعمل الكلورفينيرامين على وقف "حنفيات" الأنف (السيلان المستمر)، كما يوقف نوبات العطس المتكررة وحكة الأنف والعينين التي غالباً ما تصاحب نزلات البرد الفيروسية أو نوبات الحساسية الموسمية.

تحسين جودة النوم أثناء المرض

نظراً لأن السعال واحتقان الأنف يشتدان عادة في الليل، فإن التأثير المشترك لمكونات الدواء (تجفيف الأنف، فتح الممرات الهوائية، والتأثير المهدئ الطفيف) يساعد الطفل على الحصول على قسط كافٍ من الراحة، وهو عامل حاسم في سرعة التعافي.

الجرعة وطريقة الاستخدام الصحيحة

تعتبر دقة الجرعة في أدوية الأطفال مسألة لا تقبل التهاون، حيث أن الفارق بين الجرعة العلاجية والجرعة السامة قد يكون ضئيلاً في بعض الأحيان. بناءً على النشرة الداخلية لدواء كوف أوف، فإن الجرعات الموصى بها هي كالتالي:

الفئة العمرية من 6 إلى 12 سنة

الجرعة المعتمدة هي 10 مل (ملليلتر). يتم تكرار هذه الجرعة كل 6 ساعات خلال اليوم حسب الحاجة. يجب عدم تجاوز 4 جرعات في خلال 24 ساعة لتجنب تراكم الدواء في الجسم.

الفئة العمرية أقل من 6 سنوات

تنص التوجيهات الطبية الحديثة والنشرة المرفقة بوضوح على ضرورة استشارة الطبيب قبل إعطاء هذا الدواء للأطفال دون سن السادسة. يعود ذلك إلى حساسية هذه الفئة العمرية للمواد الفعالة (خاصة مضادات الهستامين ومزيلات الاحتقان) والحاجة إلى تقييم دقيق للوزن والحالة الصحية قبل تحديد الجرعة المناسبة، أو قد يفضل الطبيب وصف بدائل أحادية المكون.

إرشادات القياس والتعاطي

يجب استخدام كوب القياس المدرج المرفق مع العبوة أو محقنة طبية مدرجة (سرنجة فم) لضمان دقة الجرعة. يُمنع تماماً استخدام ملاعق الطعام المنزلية، حيث تختلف أحجامها بشكل كبير مما قد يؤدي إلى إعطاء جرعة أقل من المطلوب (فلا يحدث الشفاء) أو جرعة زائدة (فتحدث سمية).

التعامل مع نسيان الجرعة

في حال نسيان موعد الجرعة، يمكن إعطاؤها فور تذكرها، بشرط ألا يكون موعد الجرعة التالية قد اقترب. إذا كان الوقت قريباً من الجرعة التالية، يجب تجاوز الجرعة المنسية والاستمرار في الجدول المعتاد. تحذير هام: لا ينبغي أبداً مضاعفة الجرعة لتعويض ما فات.

التحذيرات وموانع الاستخدام

رغم أن كوف أوف يعتبر دواءً آمناً عند استخدامه وفق التوجيهات، إلا أن هناك حالات طبية وفئات معينة يُمنع فيها استخدامه أو يتطلب استخدامه حذراً شديداً.

مضادات الاستعمال المطلقة (يمنع الاستخدام)

 * فرط الحساسية: يمنع استخدام الدواء للأطفال الذين لديهم تاريخ من الحساسية تجاه أي من المكونات الثلاثة (جوايفينيسين، كلورفينيرامين، فينل يفرين) أو تجاه المواد غير الفعالة في الشراب.

 * أمراض الكبد الشديدة: نظراً لأن استقلاب (تكسير) هذه الأدوية يتم بشكل رئيسي في الكبد، فإن القصور الكبدي الشديد قد يؤدي إلى تراكم الدواء في الدم ووصوله لمستويات سامة.

 * المرضى الذين يتناولون مثبطات أوكسيداز أحادي الأمين (MAOIs): يمنع منعاً باتاً استخدام هذا الدواء بالتزامن مع أدوية الاكتئاب من هذه الفئة أو خلال 14 يوماً من إيقافها، حيث قد يؤدي ذلك إلى ارتفاع خطير ومفاجئ في ضغط الدم.

حالات تستوجب الحذر الشديد واستشارة الطبيب

 * الصرع والتشنجات: قد تقلل مضادات الهستامين من عتبة التشنج (Seizure Threshold)، مما قد يحفز النوبات لدى الأطفال المصابين بالصرع.

 * الماء الأسود (الجلوكوما): خاصة نوع الزاوية المغلقة، حيث يمكن لمضادات الهستامين ومزيلات الاحتقان أن تزيد من ضغط العين.

 * مشاكل الجهاز البولي: مثل احتباس البول، حيث أن التأثيرات المضادة للمسكارين (Antimuscarinic effects) قد تزيد من صعوبة التبول.

 * أمراض الكلى: قد يتطلب القصور الكلوي تعديل الجرعة لضمان عدم تراكم الدواء.

 * انسداد بوابة الاثنا عشر: مشاكل الجهاز الهضمي الانسدادية قد تتفاقم مع استخدام هذا الدواء.

الآثار الجانبية المحتملة

مثل جميع الأدوية، قد يسبب كوف أوف بعض الآثار الجانبية، على الرغم من أنها لا تحدث لجميع المرضى وغالباً ما تكون خفيفة ومؤقتة.

الآثار الجانبية الشائعة

 * النعاس والخمول: هو العرض الأكثر شيوعاً بسبب وجود الكلورفينيرامين. قد يلاحظ الوالدان أن الطفل ينام لفترات أطول أو يبدو أقل نشاطاً. غالباً ما يقل هذا التأثير بعد بضعة أيام من الاستخدام.

 * اضطرابات هضمية بسيطة: مثل الغثيان أو ألم بسيط في المعدة، وينصح بتناول الدواء مع الطعام لتقليل هذا الأثر.

الآثار الجانبية النادرة والأقل شيوعاً

 * تأثيرات مضادة للمسكارين: تشمل جفاف الفم، جفاف الأنف والحلق، واحتباس البول. يمكن تخفيف جفاف الفم عن طريق شرب كميات كافية من الماء.

 * الصداع: قد يشكو بعض الأطفال من صداع عابر.

 * الإثارة المتناقضة (Paradoxical Excitation): في بعض الحالات النادرة، وبدلاً من النعاس، قد تسبب مضادات الهستامين عند الأطفال حالة من الهيجان، والعصبية، والأرق، والحركة الزائدة. في حال حدوث ذلك يجب إيقاف الدواء واستشارة الطبيب.

علامات الجرعة الزائدة (حالة طارئة)

في حال تناول الطفل لكمية كبيرة من الدواء (عن طريق الخطأ مثلاً)، يجب التوجه فوراً للطوارئ حتى لو لم تظهر أعراض. علامات التسمم قد تشمل: هلوسة، تشنجات، تسارع شديد في ضربات القلب، ونعاس شديد قد يصل للغيبوبة.

التداخلات الدوائية والغذائية

التداخلات الدوائية قد تغير طريقة عمل الدواء أو تزيد من خطر الآثار الجانبية. يجب إبلاغ الطبيب أو الصيدلي بكل الأدوية التي يتناولها الطفل قبل البدء في استخدام كوف أوف.

التداخلات مع الأدوية المهدئة

الاستخدام المتزامن مع الأدوية التي تسبب النعاس يزيد من تأثير تثبيط الجهاز العصبي المركزي. تشمل هذه الأدوية:

 * مضادات الهستامين الأخرى.

 * أدوية الصرع والمهدئات (مثل الديازيبام).

 * المنومات (مثل كلور هيدريت).

   يؤدي الجمع بينها إلى نعاس شديد قد يؤثر على التنفس والوعي.

التداخلات مع مضادات المسكارين

استخدام كوف أوف مع أدوية أخرى لها خصائص مضادة للكولين (مثل بعض أدوية المغص أو مضادات الاكتئاب) يزيد من خطر الإصابة بجفاف شديد في الفم، إمساك، واحتباس بولي، وتشوش في الرؤية.

شرح شراب كوف أوف: دواعي الاستعمال والتحذيرات


الدراسات السريرية الحديثة والسياق العلمي

تشير الأبحاث الطبية الحديثة إلى تحول في كيفية التعامل مع أدوية السعال والبرد للأطفال.

أظهرت دراسات نشرت في دوريات طب الأطفال العالمية أن فعالية مثبطات السعال ومزيلات الاحتقان عند الأطفال تختلف عنها عند البالغين. وبينما أثبت الجوايفينيسين فعالية مقبولة في تحسين إخراج المخاط لدى المرضى الذين يعانون من التهابات تنفسية، لا تزال هناك نقاشات علمية مستمرة حول فعالية الفينل يفرين عند تناوله عن طريق الفم بجرعات منخفضة، حيث يرى بعض الباحثين أن الجسم يقوم بتكسير جزء كبير منه في الأمعاء قبل وصوله للدم.

ومع ذلك، تظل التركيبة الثلاثية (طارد بلغم + مضاد هستامين + مزيل احتقان) خياراً سريرياً شائعاً ومعتمداً في العديد من البروتوكولات العلاجية لإدارة الأعراض المزعجة، خاصة عندما تؤثر هذه الأعراض على نوم الطفل وراحته، بشرط الالتزام الصارم بالفئة العمرية والجرعات المحددة.

رأي الأطباء والخبراء

يجمع أطباء الأطفال على أن السعال هو في الأصل آلية دفاعية للجسم لطرد الميكروبات والبلغم. ولذلك، لا يكون الهدف دائماً هو إيقاف السعال تماماً، بل "تهذيبه" وجعله أكثر فعالية وأقل إيلاماً.

يرى الخبراء أن دواء كوف أوف مفيد في الحالات التي يكون فيها السعال مصحوباً ببلغم كثيف وسيلان أنف يعيق النوم. ومع ذلك، يؤكدون على النقاط التالية:

 * الترطيب هو الأساس: الدواء عامل مساعد، ولكن شرب السوائل الدافئة والماء هو العلاج الأهم لتسييل البلغم.

 * لا للمضادات الحيوية تلقائياً: معظم حالات السعال والزكام فيروسية ولا تحتاج لمضادات حيوية، ويكفي استخدام علاج للأعراض مثل كوف أوف.

 * المراقبة: إذا استمر السعال لأكثر من أسبوع، أو صاحبه ارتفاع شديد في الحرارة أو صعوبة في التنفس، يجب إعادة تقييم الحالة طبياً، فقد يكون السبب التهاباً رئوياً أو ربواً.

نصائح الاستخدام الآمن والفعال

لضمان أقصى استفادة من دواء كوف أوف وحماية طفلك، اتبع النصائح التالية:

 * الخزن الآمن: احفظ الدواء في درجة حرارة الغرفة (أقل من 30 درجة مئوية)، بعيداً عن أشعة الشمس المباشرة والرطوبة. الأهم من ذلك، احفظه في مكان مرتفع ومغلق بعيداً عن متناول الأطفال، فمذاق الدواء (بنكهة الفراولة) قد يغري الطفل لتناوله كحلوى مما يسبب تسمماً.

 * التحقق من الصلاحية: تأكد دائماً من تاريخ الانتهاء على العبوة، ولا تستخدم الدواء إذا تغير لونه أو رائحته.

 * تجنب الازدواجية: لا تعطِ طفلك أدوية أخرى للزكام أو الحساسية في نفس الوقت دون استشارة الصيدلي، فكثير من الأدوية تحتوي على نفس المكونات (مثل الباراسيتامول أو مضادات الهستامين)، مما قد يؤدي لجرعة زائدة غير مقصودة.

 * التوقيت: يفضل إعطاء الجرعة الأخيرة قبل موعد نوم الطفل بفترة وجيزة للمساعدة على نوم هادئ.

الخاتمة

يمثل دواء كوف أوف شراب (Cough Off Syrup) خياراً علاجياً متكاملاً وفعالاً لتخفيف معاناة الأطفال من أعراض نزلات البرد والسعال المصحوب بالبلغم. بفضل تركيبته التي تجمع بين الجوايفينيسين والكلورفينيرامين والفينل يفرين، فإنه يعالج المشكلة من جوانب متعددة: إذابة البلغم، تجفيف الأنف، وفتح الممرات الهوائية.

ومع ذلك، يظل الوعي الطبي للأهل والالتزام بالجرعات المقررة واستشارة الطبيب في الحالات التي تستدعي ذلك، هو حجر الزاوية في العلاج. تذكر دائماً أن الدواء وسيلة للمساعدة على الشفاء، ويجب أن يواكبه رعاية منزلية جيدة وتغذية سليمة وسوائل وفيرة لتمكين مناعة الطفل من التغلب على المرض.

 ⚠️ إخلاء مسؤولية:

 المعلومات الواردة في هذا المقال لأغراض التثقيف الصحي والمعرفي فقط، وتستند إلى البيانات المتاحة في النشرات الدوائية والمراجع العلمية العامة. لا يُقصد بهذه المعلومات أن تكون بديلاً عن المشورة الطبية المهنية أو التشخيص أو العلاج.

 يجب دائمًا استشارة الطبيب أو الصيدلي المختص قبل تناول أي دواء، أو عند وجود أي استفسار حول حالة طبية، أو قبل تغيير الجرعات العلاجية. لا تتجاهل النصيحة الطبية المهنية ولا تتأخر في طلبها بسبب شيء قرأته في هذا المقال.


المصادر والمراجع الطبية الموثوقة

لضمان دقة المعلومات، تم الاستناد في المعلومات الصيدلانية والعلمية العامة للمكونات الفعالة إلى بروتوكولات ومراجع الهيئات التالية:

 1.Guaifenesin – مادة طارد البلغم (Expectorant)

MedlinePlus – معلومات دوائية عن Guaifenesin

صفحة رسمية من مكتبة المعلومات الصحية الحكومية الأمريكية تشرح ما هو الجوايفينيسين، كيف يعمل لتخفيف الاحتقان الصدري وبلغم القصبات، وكيف يساعد على سيلان المخاط لتسهيل الخروج أثناء السعال. 


2.Chlorpheniramine – مضاد الهستامين

MedlinePlus – معلومات دوائية عن Chlorpheniramine

صفحة رسمية تشرح أن الكلورفينيرامين هو مضاد هستامين يُستخدم لتخفيف أعراض الحساسية (مثل سيلان الأنف والعطس والحكة) لكنه لا يعالج سبب المرض، كما يوضح آلية عمله الأساسية بتقليل تأثير الهستامين في الجسم.


3.Phenylephrine – مزيل الاحتقان الأنفي

MedlinePlus – معلومات دوائية عن Phenylephrine

صفحة تشرح أن الفينيليفرين هو مزيل احتقان يعمل على تقليص الأوعية الدموية في الأنف لتخفيف انسداد الأنف وتسهيل التنفس، ويُستخدم في نزلات البرد والحساسية والجيوب الأنفية، مع توضيحات حول الاستخدام العام والاحتياطات


4.تركيب مشترك / مقارنة المكونات الثلاثة (للتحقق من الاستخدامات والتداخلات)

Drugs.com – مقارنة Chlorpheniramine / Guaifenesin / Phenylephrine h

صفحة مقارنة موثوقة من موقع دوائِي عالمي تحتوي على معلومات مبسطة حول استخدامات كل مكوّن معاً، بما في ذلك الفئات الدوائية الأساسية (مضاد هستامين + طارد بلغم + مزيل احتقان)، كما تشير إلى وجود تفاعلات دوائية محتملة يجب معرفتها قبل الاستخدام. 

قاموس المصطلحات الطبية (شرح المفردات)

لتبسيط المفاهيم الواردة في المقال، إليك شرح للمصطلحات العلمية المستخدمة:

 * طارد للبلغم (Expectorant): دواء يساعد على ترقيق وتخفيف كثافة المخاط في الرئتين، مما يسهل عملية سعاله وإخراجه من الفم.

 * مضاد للهستامين (Antihistamine): دواء يمنع عمل مادة الهستامين في الجسم، وهي المادة المسؤولة عن أعراض الحساسية مثل الرشح والحكة.

 * مزيل للاحتقان (Decongestant): دواء يعمل على تضييق الأوعية الدموية المتورمة في الأنف، مما يفتح الممرات الهوائية ويسمح بالتنفس.

 * مضاد للمسكارين (Antimuscarinic): تأثير جانبي لبعض الأدوية يعمل على تقليل إفرازات الجسم (مثل اللعاب) وقد يسبب استرخاء في عضلات المثانة مما يؤدي لاحتباس البول.

 * انقباض الأوعية الدموية (Vasoconstriction): عملية تضييق قطر الأوعية الدموية، مما يقلل من تدفق الدم والتورم في المنطقة المصابة.

 * العتبة التشنجية (Seizure Threshold): الحد الذي إذا تم تجاوزه من النشاط الكهربائي في الدماغ تحدث نوبة صرع. بعض الأدوية تخفض هذا الحد مما يسهل حدوث التشنج لدى المرضى المعرضين له.

 * الجهاز العصبي الودي (Sympathetic Nervous System): جزء من الجهاز العصبي يتحكم في استجابة الجسم للطوارئ (الكر والفر)، ومن تأثيراته توسيع الشعب الهوائية وتضييق الأوعية الدموية الطرفية.


تعليقات