دليل طبي شامل حول ديكساكيور قطرة عينية معقمة (ديكساميثازون ٠.١٪)؛ استكشف دواعي الاستعمال، الجرعات، التحذيرات، الآثار الجانبية، وآلية العمل لعلاج التهابات العين، بأسلوب علمي مبسط وموثق.
مقدمة عامة حول التهابات العين وعلاجها بالستيرويدات
تُعد العين من أكثر أعضاء الجسم حساسية وتعقيداً من الناحية التشريحية والوظيفية، وهي نافذتنا الأساسية على العالم الخارجي. تتعرض العين بشكل مستمر لعوامل بيئية مختلفة ومسببات أمراض قد تؤدي إلى استجابات التهابية تتراوح بين البسيطة والمعقدة. في عالم طب العيون، تُمثل السيطرة على الالتهاب حجر الزاوية في الحفاظ على سلامة البصر، وهنا يبرز دور المستحضرات الدوائية التي تحتوي على الكورتيكوستيرويدات، وعلى رأسها ديكساكيور قطرة عينية معقمة (Dexacure) التي تحتوي على مادة الديكساميثازون بتركيز ٠.١٪.
يعتبر الالتهاب العيني سلاحاً ذو حدين؛ فبينما هو استجابة مناعية طبيعية للجسم ضد العدوان الخارجي، إلا أن حدوثه في حيز العين الضيق والشفاف قد يؤدي إلى عواقب وخيمة مثل عتامة القرنية أو التصاقات القزحية إذا لم يتم كبحه في الوقت المناسب. من هنا تأتي أهمية ديكساكيور كعلاج قوي وفعال للسيطرة على التفاعلات الالتهابية الشديدة. يهدف هذا المقال الطبي الموسع إلى تقديم تغطية شاملة وعميقة حول هذا العقار، بدءاً من تركيبته الكيميائية وآلية عمله الدقيقة، مروراً بدواعي استعماله وبروتوكولات العلاج، وصولاً إلى التحذيرات والمخاطر التي يجب على كل مريض ومستخدم معرفتها لضمان الاستخدام الآمن والفعال.
التصنيف الدوائي وآلية العمل الحيوية
لفهم كيفية عمل قطرة ديكساكيور، يجب الغوص في تفاصيل المادة الفعالة وتصنيفها ضمن المجموعات الدوائية، بالإضافة إلى شرح الديناميكية الدوائية (Pharmacodynamics) داخل أنسجة العين.
الفئة العلاجية
ينتمي الديكساميثازون (المكون النشط في ديكساكيور) إلى فئة من الأدوية تعرف باسم الجلوكوكورتيكويدات (Glucocorticoids)، وهي فئة فرعية من الكورتيكوستيرويدات. هذه المركبات هي نظائر صناعية لهرمون الكورتيزول الذي تفرزه الغدة الكظرية في جسم الإنسان بشكل طبيعي. يتميز الديكساميثازون بكونه "طويل المفعول" وذا قوة مضادة للالتهاب تفوق الهيدروكورتيزون الطبيعي بحوالي 25 إلى 30 مرة، مما يجعله خياراً مثالياً للحالات التي تتطلب تدخلاً علاجياً حاسماً.
الآلية الحيوية على المستوى الخلوي
عند تقطير ديكساكيور في العين، تخترق مادة "فوسفات الصوديوم ديكساميثازون" الذائبة في الماء طبقة القرنية وتصل إلى الأنسجة الداخلية والخارجية للعين. تعمل المادة الفعالة عبر آلية معقدة ودقيقة تتضمن الخطوات التالية:
أولاً، تخترق جزيئات الدواء أغشية الخلايا المناعية الموجودة في العين (مثل الخلايا البلعمية واللمفاوية). بمجرد دخولها إلى السيتوبلازم، ترتبط بمستقبلات خاصة تسمى "مستقبلات الجلوكوكورتيكويد".
ثانياً، ينتقل هذا المركب (الدواء والمستقبل) إلى داخل نواة الخلية، حيث يؤثر بشكل مباشر على الشفرة الوراثية (DNA).
ثالثاً، يؤدي هذا التفاعل إلى تثبيط إنتاج البروتينات المسؤولة عن الالتهاب. وبشكل أكثر تحديداً، يقوم الديكساميثازون بمنع إنزيم يسمى "فوسفوليباز A2" (Phospholipase A2). هذا الإنزيم هو المسؤول الأول عن تحرير حمض الأراكيدونيك، الذي يعتبر المادة الخام لتصنيع وسطاء الالتهاب مثل البروستاغلاندين واللوكوترايينات.
بمعنى أبسط، تقوم قطرة ديكساكيور بقطع خط الإمداد الرئيسي للالتهاب، مما يؤدي إلى تقليل نفاذية الشعيرات الدموية (وبالتالي تقليل التورم والارتشاح)، ومنع هجرة خلايا الدم البيضاء إلى مكان الإصابة، وتخفيف الاحمرار والألم بشكل ملحوظ وسريع.
تاريخ اكتشاف العلاج وتطوره في طب العيون
إن قصة استخدام الكورتيزون ومشتقاته في الطب هي واحدة من أكثر القصص إثارة في تاريخ العلوم الطبية الحديثة. بدأت الثورة الحقيقية في أواخر الأربعينيات من القرن العشرين، عندما تمكن العلماء فيليب هنش وإدوارد كيندال من اكتشاف تأثير الكورتيزون السحري في علاج التهاب المفاصل الروماتويدي، وهو اكتشاف نالوا عليه جائزة نوبل في الطب عام 1950.
التطور نحو الديكساميثازون
في السنوات الأولى، كان استخدام الكورتيزون الطبيعي يرافقه أعراض جانبية كبيرة، أهمها احتباس السوائل والأملاح في الجسم (تأثير ميرالوكورتيكويد). دفع هذا العلماء للبحث عن مشتقات صناعية أقوى في التأثير المضاد للالتهاب وأقل في التأثيرات الجانبية الملحية. وفي عام 1957، تم تخليق الديكساميثازون.
الانتقال إلى العلاج الموضعي للعين
كان التحدي الأكبر في طب العيون هو إيجاد صيغة دوائية قادرة على اختراق الحواجز التشريحية للعين، وخاصة القرنية، للوصول إلى الحجرة الأمامية وعلاج التهابات القزحية والجسم الهدبي. تم تطوير صيغة "فوسفات الصوديوم" المستخدمة في ديكساكيور لأنها قابلة للذوبان في الماء، مما يضمن محلوكاً رائقاً لا يسبب ضبابية في الرؤية ويتمتع بامتصاص عالٍ وسريع، مما جعله المعيار الذهبي لعقود طويلة في علاج حالات الرمد الشديدة والتهابات ما بعد الجراحات العينية.
الاستخدامات الطبية المعتمدة لقطرة ديكساكيور
تُعد قطرة ديكساكيور ٠.١٪ دواءً متخصصاً لا يُستخدم لجميع حالات احمرار العين، بل يُوصف لحالات محددة تتطلب قوة الكورتيزون. فيما يلي تفصيل للاستخدامات المعتمدة طبياً:
علاج التهاب الملتحمة التحسسي الشديد
تستخدم القطرة في حالات الحساسية المفرطة التي تصيب الملتحمة (الغشاء الشفاف المبطن للجفن وبياض العين). يشمل ذلك الرمد الربيعي (Vernal Keratoconjunctivitis) والتهاب الملتحمة التحسسي الموسمي الحاد الذي لا يستجيب لمضادات الهيستامين التقليدية. يعمل الدواء هنا على وقف الحكة الشديدة، تقليل التورم في الجفون، وإزالة الاحمرار الناتج عن توسع الأوعية الدموية.
التهاب القزحية والجسم الهدبي (Anterior Uveitis / Iritis)
هذا هو أحد أهم استخدامات الديكساميثازون. القزحية والجسم الهدبي هما جزء من الطبقة الوسطى للعين (العنبية). التهاب هذه الأجزاء قد يؤدي إلى التصاقات داخلية بين القزحية والعدسة، مما يهدد البصر. تساعد قطرة ديكساكيور في كسر حدة هذا الالتهاب بسرعة ومنع تكون هذه الالتصاقات الخطيرة، وغالباً ما تستخدم بالتزامن مع قطرات توسيع حدقة العين.
التهابات ما بعد العمليات الجراحية
بعد إجراء جراحات العيون الكبرى، مثل عملية إزالة المياه البيضاء (الساد - Cataract) أو عمليات تصحيح النظر بالليزر أو زراعة القرنية، تتعرض العين لرضح جراحي يثير استجابة التهابية. يُوصف ديكساكيور بشكل روتيني في بروتوكولات ما بعد الجراحة للسيطرة على هذا الالتهاب، تسريع عملية الشفاء، ومنع تكون ندبات قد تؤثر على شفافية القرنية أو جودة الرؤية.
إصابات القرنية والنسيج الضام
تستخدم القطرة في حالات معينة من إصابات القرنية (مثل الحروق الكيميائية أو الفيزيائية) ولكن بحذر شديد وبعد التأكد من التئام الطبقة السطحية للقرنية، وذلك لتقليل فرصة تكون سحابات أو عتامات دائمة تعيق الرؤية.
الجرعة وطريقة الاستخدام والبروتوكول العلاجي
تعتمد فعالية ديكساكيور وأمانه بشكل كلي على الالتزام بالجرعة المقررة وطريقة الاستخدام الصحيحة، حيث أن الكورتيزون دواء حساس يتطلب انضباطاً من المريض.
الجرعات النموذجية
تختلف الجرعة باختلاف شدة الحالة، ويقوم الطبيب بتحديدها، ولكن الخطوط العريضة للجرعات هي كالتالي:
* الحالات المتوسطة: يُنصح بوضع قطرة واحدة في العين المصابة من 4 إلى 6 مرات يومياً.
* الحالات الشديدة والحادة: في بداية العلاج، قد يصف الطبيب وضع قطرة واحدة كل ساعة خلال النهار وكل ساعتين خلال الليل للسيطرة السريعة على الهجمة الالتهابية.
بروتوكول السحب التدريجي (Tapering)
هذه نقطة حيوية للغاية. لا ينبغي أبداً إيقاف استخدام قطرة ديكساكيور فجأة بعد استخدامها لفترة تزيد عن عدة أيام. التوقف المفاجئ قد يؤدي إلى ظاهرة تسمى "الارتداد" (Rebound Effect)، حيث يعود الالتهاب بصورة أشد مما كان عليه. يجب تقليل الجرعة تدريجياً (مثلاً: من 4 مرات يومياً إلى 3 مرات، ثم مرتين، ثم مرة واحدة) قبل التوقف النهائي، وفقاً لتعليمات الطبيب واستجابة العين السريرية.
كيفية الاستخدام الصحيح
* غسل اليدين جيداً بالماء والصابون قبل لمس العبوة.
* إمالة الرأس للخلف وسحب الجفن السفلي برفق لتكوين جيب.
* وضع قطرة واحدة في الجيب دون لمس طرف القطارة للعين أو الرموش لتجنب تلوث المحلول.
* إغلاق العين والضغط برفق بإصبع السبابة على الزاوية الداخلية للعين (قرب الأنف) لمدة دقيقة. هذه الحركة تسمى "سد القناة الدمعية" وتمنع تسرب الدواء إلى الأنف والحلق، مما يزيد فاعليته في العين ويقلل امتصاصه في باقي الجسم.
التحذيرات وموانع الاستخدام (Contraindications)
على الرغم من الفوائد العلاجية الكبيرة، يُمنع استخدام ديكساكيور في حالات معينة لأن الكورتيزون يثبط المناعة الموضعية، مما قد يفاقم بعض الأمراض. تشمل موانع الاستخدام:
العدوى الفيروسية النشطة
يُمنع منعاً باتاً استخدام القطرة في حالات إصابة العين بفيروس الهربس البسيط (Herpes Simplex) الذي يسبب قرحة القرنية المتشعبة، وكذلك في حالات الجدري والجدري المائي. استخدام الكورتيزون في هذه الحالات يعمل كـ "سماد" للفيروس، مما يؤدي إلى انتشاره السريع وتعمق القرحة، وقد يصل الأمر إلى ثقب القرنية وفقدان البصر.
العدوى البكتيرية والفطرية غير المعالجة
لا يُستخدم الدواء في وجود عدوى بكتيرية قيحية حادة أو عدوى فطرية دون تغطية مناسبة بالمضادات الحيوية أو الفطرية، لأن الستيرويد سيخفي أعراض الالتهاب الظاهرية بينما تستمر البكتيريا أو الفطريات في تدمير أنسجة العين بصمت.
قرحة القرنية وتلف الأنسجة
يجب تجنب الاستخدام في حالات الجروح المفتوحة في القرنية أو الخدوش الكبيرة، حيث أن الكورتيزون يبطئ عملية التئام الجروح وترميم الأنسجة، مما يزيد من خطر العدوى الثانوية.
الجلوكوما (المياه الزرقاء)
يجب الحذر الشديد عند استخدام الدواء لمرضى الجلوكوما أو من لديهم تاريخ عائلي للمرض، حيث أن الكورتيكوستيرويدات ترفع ضغط العين الداخلي.
الآثار الجانبية والمخاطر المحتملة
مثل أي دواء فعال، قد يصاحب استخدام ديكساكيور بعض الآثار الجانبية، والتي تنقسم إلى آثار موضعية وآثار جهازية (نادرة الحدوث مع القطرات).
الآثار الجانبية الموضعية (في العين)
* ارتفاع ضغط العين (Intraocular Pressure Elevation): وهو الأثر الجانبي الأخطر للاستخدام طويل الأمد. يحدث نتيجة تراكم مواد معينة تسد قنوات تصريف سوائل العين. إذا لم يُكتشف، قد يؤدي إلى تلف العصب البصري (جلوكوما ستيرويدية).
* تكون الساد (Cataract): الاستخدام المزمن للكورتيزون يرتبط بتكون عتامة في عدسة العين، وتحديداً في الجزء الخلفي منها (Posterior Subcapsular Cataract).
* ترقق القرنية: قد يؤدي الاستخدام المفرط إلى ضعف في سماكة القرنية وفي حالات نادرة قد يحدث انثقاب.
* أعراض مؤقتة: مثل حرقة، وخز، احمرار مؤقت، أو تغيم الرؤية لبضع دقائق بعد التقطير.
الآثار الجانبية الجهازية
على الرغم من ندرتها مع الاستخدام الموضعي المحدود، إلا أن الاستخدام المكثف والمطول (خاصة عند الأطفال) قد يؤدي إلى امتصاص كميات من الديكساميثازون في الدم، مما قد يسبب أعراضاً جهازية مثل تثبيط وظيفة الغدة الكظرية أو ظهور أعراض متلازمة كوشينغ (زيادة الوزن، وجه القمر، اضطراب النمو عند الأطفال).
التداخلات الدوائية والغذائية
من الضروري إطلاع الطبيب على كافة الأدوية التي يتناولها المريض، حيث توجد تفاعلات قد تؤثر على فعالية ديكساكيور أو تزيد من مخاطره.
التفاعل مع مثبطات CYP3A4
بعض الأدوية المستخدمة لعلاج فيروس نقص المناعة أو بعض المضادات الحيوية (مثل دواء ريتونافير Ritonavir أو كوبيسيستات Cobicistat) تعمل على تثبيط الإنزيم الكبدي المسؤول عن تكسير الديكساميثازون. استخدام هذه الأدوية بالتزامن مع قطرة ديكساكيور قد يؤدي إلى تراكم الديكساميثازون في الدم وزيادة احتمالية ظهور الآثار الجانبية الجهازية.
أدوية الجلوكوما
قد يقلل الديكساميثازون من فعالية القطرات الخافضة لضغط العين، مما يتطلب تعديل الجرعات والمراقبة الدقيقة لضغط العين أثناء فترة العلاج.
العدسات اللاصقة والمواد الحافظة
تحتوي قطرة ديكساكيور على مادة حافظة تسمى بنزالكونيوم كلورايد (Benzalkonium chloride). هذه المادة معروفة بقدرتها على الالتصاق بالعدسات اللاصقة اللينة وتغيير لونها، كما أنها قد تسبب تهيجاً للقرنية عند ارتدائها لفترات طويلة. لذا، يُنصح بعدم ارتداء العدسات اللاصقة طوال فترة العلاج، أو على الأقل نزعها قبل التقطير والانتظار لمدة 15 دقيقة قبل إعادة ارتدائها (وإن كان الخيار الأول هو الأفضل طبياً).
الدراسات السريرية الحديثة ومستقبل العلاج
لا يتوقف البحث العلمي عند ما هو معروف، حيث تُجرى دراسات مستمرة لتحسين فعالية وأمان الكورتيكوستيرويدات العينية.
تشير الدراسات الحديثة المنشورة في دوريات طب العيون العالمية إلى فعالية الديكساميثازون الفائقة مقارنة بمضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) في السيطرة على التهابات ما بعد عمليات الساد (Cataract). ومع ذلك، تركز الأبحاث الحالية على تطوير أنظمة توصيل دواء (Drug Delivery Systems) مبتكرة، مثل استخدام تقنية النانو (Nanoparticles) لتحميل الديكساميثازون. تهدف هذه التقنيات إلى زيادة نفاذية الدواء لداخل العين بجرعات أقل، مما يحافظ على الفعالية العلاجية القوية مع تقليل الآثار الجانبية المرتبطة بالجرعات العالية، وتحديداً ارتفاع ضغط العين.
كما توجد دراسات تقارن بين الديكساميثازون والستيرويدات الأحدث (مثل اللوتببريدنول) التي تدعي أنها أقل تأثيراً على ضغط العين، ولكن يظل الديكساميثازون هو المعيار الأقوى والأكثر فعالية من حيث التكلفة والقدرة على قمع الالتهابات الشديدة.
رأي الأطباء والخبراء
يجمع أطباء العيون والخبراء في مجال الصيدلة السريرية على أن قطرة ديكساكيور ومثيلاتها التي تحتوي على الديكساميثازون هي أدوات لا غنى عنها في الممارسة الطبية. يصفها الخبراء بأنها "منقذة للبصر" في حالات الالتهاب القزحي والهجمات المناعية الشرسة.
ومع ذلك، يُشدد الأطباء دائماً على أن هذا الدواء "ليس للاستخدام العشوائي". يحذر الخبراء بشدة من ظاهرة صرف القطرات التي تحتوي على الكورتيزون من الصيدليات دون وصفة طبية لعلاج احمرار العين البسيط أو الإجهاد، حيث أن هذا الاستخدام الخاطئ هو السبب الرئيسي وراء حالات "الجلوكوما الستيرويدية" التي قد تنتهي بالعمى الصامت.
يؤكد الأطباء على ضرورة قياس ضغط العين بشكل دوري (كل أسبوعين مثلاً) للمرضى الذين يحتاجون لاستخدام القطرة لفترات طويلة، لضمان عدم حدوث مضاعفات.
نصائح الاستخدام الآمن وإرشادات التخزين
لضمان الحصول على أقصى فائدة علاجية وتجنب المخاطر، يجب اتباع مجموعة من النصائح العملية:
النظافة والتعقيم
* تجنب ملامسة فوهة القطارة لأي سطح، بما في ذلك الرموش أو اليدين، لمنع تلوث المحلول بالبكتيريا التي قد تسبب عدوى إضافية للعين.
* أغلق الغطاء بإحكام فور الانتهاء من الاستخدام.
المراقبة الذاتية
* إذا شعرت بألم متزايد في العين، أو تغير مفاجئ في الرؤية، أو ظهور هالات حول الأضواء، يجب التوقف عن الاستخدام ومراجعة الطبيب فوراً، فقد تكون هذه علامات لارتفاع ضغط العين.
التخزين والصلاحية
* يُحفظ الدواء في درجة حرارة الغرفة (بين 15 و 30 درجة مئوية) بعيداً عن أشعة الشمس المباشرة والرطوبة. لا تقم بتجميد الدواء.
* انتبه جيداً لتاريخ الفتح: يجب التخلص من العبوة بعد 4 أسابيع (28 يوماً) من فتحها لأول مرة، حتى لو كانت تحتوي على كمية متبقية من الدواء. بعد هذه الفترة، تفقد المادة الحافظة فعاليتها وتصبح القطرة بيئة خصبة لنمو البكتيريا، مما يجعلها خطراً على العين بدلاً من علاج.
الخاتمة
في الختام، تُمثل قطرة ديكساكيور ٠.١٪ سلاحاً طبياً فعالاً وضرورياً في مواجهة الالتهابات العينية التي قد تهدد سلامة الإبصار. بفضل مادة الديكساميثازون، توفر القطرة حلاً سريعاً لتخفيف الألم والاحمرار ومنع المضاعفات طويلة الأمد مثل الالتصاقات والندبات. ومع ذلك، فإن القوة العلاجية الكبيرة لهذا الدواء تأتي مع مسؤولية كبيرة في الاستخدام.
إن الوعي الطبي بالمحاذير، والالتزام الدقيق بتعليمات الطبيب من حيث الجرعة، ومدة العلاج، وطريقة السحب التدريجي، هي العوامل الحاسمة التي تفصل بين الشفاء التام وبين حدوث مضاعفات غير مرغوبة. تذكر دائماً أن العين عضو لا يعوض، وأن استخدام الأدوية الستيرويدية يجب أن يكون دائماً تحت مظلة الإشراف الطبي المتخصص لضمان رحلة علاجية آمنة وناجحة.
⚠️ إخلاء مسؤولية:
المعلومات الواردة في هذا المقال أُعدت لأغراض التثقيف الصحي والمعرفي فقط، ولا يُقصد بها أن تكون بديلاً عن المشورة الطبية المتخصصة أو التشخيص أو العلاج. لا تعتمد على المحتوى الوارد هنا لتشخيص حالتك أو علاجها بنفسك. يجب دائمًا استشارة الطبيب المختص أو الصيدلي قبل تناول أي دواء، أو تغيير الجرعة، أو إيقاف العلاج، خاصة فيما يتعلق بأدوية العيون الحساسة مثل الكورتيكوستيرويدات.
المراجع والمصادر الطبية الموثوقة (References)
تم إعداد هذا المحتوى بالاستناد إلى أحدث البروتوكولات العلاجية والمعلومات الدوائية من مصادر عالمية موثوقة:
1.مستند المعلومات (Prescribing Information) لـ Maxidex (dexamethasone ophthalmic suspension 0.1 ٪) من موقع U.S. Food & Drug Administration (FDA)
https://www.accessdata.fda.gov/drugsatfda_docs/label/2017/013422s045lbl.pdf
2.مستند المعلومات (Prescribing Information) لـ Dexamethasone Sodium Phosphate Ophthalmic Solution 0.1 ٪ – Bausch & Lomb
3.موقع National Health Service (NHS – المملكة المتحدة) — «How and when to use dexamethasone eye drops»
https://www.nhs.uk/medicines/dexamethasone-eye-drops/how-and-when-to-use-dexamethasone-eye-drops/
4.Drugs.com
Dexamethasone (ophthalmic) «Uses,
https://www.drugs.com/mtm/dexamethasone-ophthalmic.html
5.صفحة Medscape Drug Reference: Maxidex (dexamethasone ophthalmic) — Dosage, Indications, etc
https://reference.medscape.com/drug/maxidex-dexamethasone-ophthalmic-343619
معاني المصطلحات الطبية المتقدمة المستخدمة في طب العيون
● الحاجز الدموي المائي (Blood–Aqueous Barrier)
هو حاجز دقيق داخل العين يمنع مرور أغلب المواد من الدم إلى السائل المائي الموجود في الحجرة الأمامية للعين. يساهم هذا الحاجز في حماية أنسجة العين من الالتهاب، لكن وجوده يجعل امتصاص بعض الأدوية أكثر صعوبة، مما يتطلب استخدام مركبات ذات نفاذية عالية مثل فوسفات الديكساميثازون.
● المتلازمة الالتهابية بعد الجراحة (Post-Operative Inflammatory Syndrome)
هي مجموعة من التفاعلات الالتهابية التي تظهر بعد عمليات العين، خصوصاً جراحات الساد وتصحيح النظر. تتضمن ارتفاع عدد الخلايا الالتهابية داخل الحجرة الأمامية، ويُستخدم الكورتيكوستيرويد للسيطرة عليها قبل أن تسبب غشاوة في الرؤية أو ارتفاعاً بضغط العين.
● ظاهرة تأخر التئام الظهارة (Delayed Epithelial Healing)
حالة يحدث فيها بطء في تجديد الطبقة السطحية للقرنية بعد الإصابات أو الجراحات. تظهر عادة عند استخدام الستيرويدات لفترة طويلة أو عند ارتداء العدسات اللاصقة، وقد تزيد من خطر العدوى البكتيرية.
● اختبار المصباح الشقي (Slit-Lamp Examination)
فحص أساسي لدى طبيب العيون، يستخدم جهازاً خاصاً يعطي شعاع ضوء دقيقاً لفحص القرنية، القزحية، العدسة، والأنسجة الأمامية للعين. يُعد هذا الفحص أهم أداة لتقييم فعالية قطرة ديكساكيور ومتابعة أي مضاعفات محتملة.
● ضغط العين القاعدي (Baseline Intraocular Pressure)
هو قياس أولي لضغط العين قبل بدء العلاج بالستيرويدات. يعتمد عليه الطبيب في مقارنة التغيرات اللاحقة، لأن بعض المرضى لديهم قابلية وراثية لارتفاع الضغط عند استخدام هذه الأدوية.
● الانصباب الخلوي (Cellular Reaction / Cells & Flare)
علامة التهابية تُرى داخل الحجرة الأمامية للعين تحت المصباح الشقي، وتشير إلى وجود خلايا مناعية وبروتينات. تستخدم هذه العلامة لمتابعة تحسن حالات التهاب القزحية عند استعمال قطرة ديكساكيور.
● التندّب الليفي (Fibrotic Scarring)
هو تكوّن أنسجة ليفية داخل العين أو على سطح القرنية بعد التهاب شديد. يؤدي في بعض الحالات إلى غشاوة دائمة، ويُعد أحد أهم المضاعفات التي يُستخدم الكورتيكوستيرويد لمنعها.
● حساسية المواد الحافظة (Preservative Sensitivity)
تفاعل قد يحدث لدى بعض الأشخاص تجاه المواد الحافظة في القطرات مثل البنزالكونيوم كلورايد، ويؤدي إلى حرقة واحمرار مستمر. يحتاج هؤلاء المرضى إلى استخدام محاليل خالية من المواد الحافظة.
● التهاب الهياكل العنبية (Uveitic Cascade)
مصطلح يصف سلسلة التفاعلات المناعية التي تحدث عند التهاب العنبية، وتتضمن إفراز مواد التهابية قوية مثل الإنترلوكينات والبروستاغلاندينات. السيطرة على هذه السلسلة هي السبب في وصف أدوية مثل الديكساميثازون.
● المراقبة البصرية (Visual Monitoring)
مجموعة من الاختبارات الدورية التي يحددها الطبيب أثناء استخدام الكورتيزون العيني، وتشمل فحص حدة البصر، ضغط العين، وفحص الأعصاب البصرية. تهدف هذه المراقبة إلى اكتشاف أي مضاعفات مبكراً قبل أن تصبح دائمة.


