آخر الأخبار📰

شراب ديكساكيور (Dexamethasone): الجرعة، دواعي الاستعمال، وكامل الآثار الجانبية

دليل شامل حول شراب ديكساكيور (Dexacure) ومادته الفعالة ديكساميثازون. اكتشف دواعي الاستعمال، الجرعات، الآثار الجانبية، التحذيرات، وأحدث الدراسات الطبية حول هذا الكورتيكوستيرويد القوي، مع نصائح للاستخدام الآمن.

شراب ديكساكيور (Dexacur): دواعي الاستعمال، الجرعة، والآثار الجانبية


المقدمة

يمثل تطور العلوم الدوائية في القرن العشرين نقطة تحول جوهرية في تاريخ الطب البشري، حيث برزت فئات علاجية غيّرت مجرى التعامل مع الأمراض المستعصية والالتهابات الحادة. ومن بين هذه الفئات العلاجية الحيوية، تتربع الكورتيكوستيرويدات (الستيرويدات القشرية) على قمة الهرم العلاجي لما تمتلكه من خصائص قوية مضادة للالتهاب ومثبطة للمناعة. في هذا السياق، يأتي شراب "ديكساكيور" (Dexacure) كأحد المستحضرات الصيدلانية البارزة التي تعتمد في تركيبها على مادة "الديكساميثازون"، ليقدم حلولًا علاجية فعالة لمجموعة واسعة من الاضطرابات الصحية التي تتراوح بين الحساسية البسيطة والالتهابات المزمنة، وصولًا إلى الحالات الحرجة التي تهدد الحياة.

إن فهم طبيعة هذا الدواء وآلية عمله الدقيقة ليس مجرد معلومات نظرية، بل هو ضرورة ملحة لكل مريض أو مقدم رعاية صحية لضمان الاستفادة القصوى من فوائده العلاجية وتجنب مخاطره المحتملة. شراب ديكساكيور ليس مجرد دواء للسعال أو الحساسية كما قد يعتقد البعض خطأً، بل هو مركب هرموني مصنع يحاكي عمل الهرمونات الطبيعية في الجسم، مما يجعله سلاحًا ذو حدين يتطلب تعاملًا حذرًا وواعيًا. يهدف هذا المقال إلى تقديم قراءة متعمقة وشاملة حول شراب ديكساكيور، مستعرضًا تاريخه، استخداماته، ومحاذيره، ليكون دليلاً مرجعيًا موثوقًا للقارئ العربي.

التصنيف الدوائي وآلية العمل

ينتمي شراب ديكساكيور إلى فئة دوائية تُعرف باسم "الكورتيكوستيرويدات المصنعة" (Synthetic Corticosteroids)، وتحديدًا ضمن مجموعة "الجلوكوكورتيكويدات" (Glucocorticoids). المادة الفعالة في هذا الشراب هي "الديكساميثازون"، وهي عبارة عن هرمون ستيرويدي تم تصنيعه كيميائيًا ليكون مشابهًا لهرمون الكورتيزول الذي تفرزه الغدة الكظرية (الغدة الموجودة فوق الكلية) في جسم الإنسان بشكل طبيعي، ولكنه يفوقه قوةً بمراحل عدة.

تعتمد آلية عمل الديكساميثازون في شراب ديكساكيور على قدرته الفائقة على عبور أغشية الخلايا والارتباط بمستقبلات خاصة داخل السيتوبلازم تُسمى "مستقبلات الجلوكوكورتيكويد". بمجرد حدوث هذا الارتباط، ينتقل المركب الناتج إلى داخل نواة الخلية، حيث يؤثر بشكل مباشر على المادة الوراثية (DNA) لتنظيم عملية نسخ الجينات. تؤدي هذه العملية المعقدة إلى نتيجتين رئيسيتين: الأولى هي تثبيط إنتاج المواد الكيميائية المحفزة للالتهاب مثل البروستاجلاندين واللوكوترينات والسيتوكينات، مما يقلل من التورم، الاحمرار، والألم. والنتيجة الثانية هي تعديل استجابة الجهاز المناعي، حيث يقلل من نشاط خلايا الدم البيضاء التي تهاجم أنسجة الجسم في حالات أمراض المناعة الذاتية أو الحساسية المفرطة. يتميز الديكساميثازون عن غيره من الكورتيزونات (مثل الهيدروكورتيزون والبريدنيزولون) بأنه طويل المفعول وقوي التأثير، مع خاصية هامة جدًا وهي قلة تسببه في احتباس الصوديوم والماء داخل الجسم، مما يجعله خيارًا مفضلًا في الحالات التي تتطلب علاجًا قويًا بأقل تأثير على ضغط الدم وتوازن السوائل.

تاريخ اكتشاف العلاج وتطوره

لم يكن الوصول إلى مركب الديكساميثازون وليد الصدفة، بل كان تتويجًا لجهود علمية مضنية بدأت في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي. بدأت القصة مع اكتشاف تأثير مستخلصات الغدة الكظرية في تخفيف أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي، وهو الاكتشاف الذي منح العلماء "فيليب هنش" و"إدوارد كيندال" و"تاديوس رايخشتاين" جائزة نوبل في الطب عام 1950. ومع ذلك، كان الكورتيزون الطبيعي يحمل آثارًا جانبية كبيرة تتعلق باحتباس السوائل وارتفاع ضغط الدم عند استخدامه بجرعات علاجية عالية.

دفع هذا التحدي العلماء للبحث عن بدائل مصنعة أكثر قوة وأقل ضررًا. وفي عام 1957، تم تطوير "الديكساميثازون" كنسخة معدلة كيميائيًا، حيث تم إضافة ذرة فلور ومجموعة ميثيل إلى الهيكل الستيرويدي الأساسي. هذا التعديل البسيط في البنية الكيميائية أدى إلى زيادة فاعلية الدواء كمضاد للالتهاب بحوالي 25 إلى 30 ضعف قوة الهيدروكورتيزون الطبيعي، مع تقليل خاصية احتباس الأملاح بشكل شبه كامل. وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على استخدامه في أواخر الخمسينيات، ومنذ ذلك الحين، أصبح حجر الزاوية في علاج العديد من الأمراض، وتطورت أشكاله الصيدلانية لتشمل الحقن، والأقراص، والقطرات، والشراب مثل "ديكساكيور"، ليكون مناسبًا للأطفال وكبار السن الذين يجدون صعوبة في بلع الأقراص.

الاستخدامات الطبية المعتمدة

يُعد شراب ديكساكيور دواءً متعدد الاستخدامات نظرًا لطيفه العلاجي الواسع. ولا يقتصر استخدامه على مرض واحد، بل يمتد ليشمل عدة تخصصات طبية. فيما يلي تفصيل لأبرز الاستخدامات المعتمدة طبيًا:

علاج أمراض الجهاز التنفسي والربو

يلعب شراب ديكساكيور دورًا محوريًا في علاج نوبات الربو الحادة والشديدة التي لا تستجيب لموسعات الشعب الهوائية التقليدية وحدها. يعمل الدواء على تقليل التورم في بطانة الشعب الهوائية وتقليل إفراز المخاط، مما يسهل عملية التنفس. كما يُعتبر العلاج القياسي والذهبي لحالات "الخناق" (Croup) عند الأطفال، وهو التهاب فيروسي يصيب الحنجرة والقصبة الهوائية مسببًا سعالًا يشبه النباح وصعوبة في التنفس؛ حيث أثبتت الدراسات أن جرعة واحدة من الديكساميثازون يمكن أن تقلل بشكل كبير من الحاجة لدخول المستشفى.

تدبير حالات الحساسية الشديدة

يستخدم الدواء للسيطرة على ردود الفعل التحسسية الشديدة والمستعصية التي تعجز مضادات الهيستامين العادية عن كبحها. يشمل ذلك حساسية الأنف الموسمية الشديدة، والربو القصبي التحسسي، والتهابات الجلد التلامسية، وتفاعلات فرط الحساسية الناتجة عن الأدوية أو لدغات الحشرات، حيث يعمل على قمع الاستجابة المناعية المفرطة بسرعة وفعالية.

الاضطرابات المناعية والروماتيزمية

في حالات أمراض المناعة الذاتية، حيث يهاجم الجهاز المناعي أنسجة الجسم السليمة، يعمل ديكساكيور كمثبط للمناعة. يُوصف الدواء كعلاج مساعد خلال النوبات الحادة لأمراض مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، والذئبة الحمراء الجهازية، والتهاب المفاصل الصدافي. يساعد الدواء في هذه الحالات على حماية المفاصل والأعضاء من التلف الدائم الناتج عن الالتهاب المزمن.

الاستخدامات في طب الأورام والرعاية التلطيفية

يمتلك الديكساميثازون مكانة خاصة في علاج مرضى السرطان. يُستخدم شراب ديكساكيور للوقاية من وعلاج الغثيان والقيء الشديدين المرتبطين بالعلاج الكيميائي للسرطان. بالإضافة إلى ذلك، يستخدم لتقليل الوذمة الدماغية (تجمع السوائل في المخ) المصاحبة لأورام الدماغ الأولية أو الثانوية، مما يقلل من الضغط داخل الجمجمة ويحسن الأعراض العصبية لدى المريض.

اضطرابات الغدد الصماء

يُستخدم الديكساميثازون أيضًا لأغراض تشخيصية وعلاجية في أمراض الغدد. فهو يُستخدم في "اختبار تثبيط الديكساميثازون" لتشخيص متلازمة كوشينغ (فرط إفراز الكورتيزول). كما يُستخدم كعلاج تعويضي في حالات تضخم الغدة الكظرية الخلقي، حيث يساعد في تثبيط الإفراز المفرط للهرمون الموجه لقشر الكظر (ACTH).

الجرعة وطريقة الاستخدام

إن تحديد جرعة شراب ديكساكيور هو عملية طبية دقيقة تخضع لمبدأ "تفريد العلاج"، أي أن الجرعة تختلف كليًا من مريض لآخر بناءً على نوع المرض، وشدته، واستجابة المريض، وعمره، ووزنه.

بشكل عام، تتراوح الجرعات الأولية للبالغين ما بين 0.75 مجم إلى 9 مجم يوميًا، مقسمة على عدة جرعات أو كجرعة واحدة، حسب توجيهات الطبيب.

 أما بالنسبة للأطفال، وهي الفئة الأكثر استخدامًا للشراب، فيتم حساب الجرعة بدقة متناهية بناءً على وزن الطفل (غالبًا ما تتراوح بين 0.02 إلى 0.3 مجم لكل كيلوجرام من وزن الجسم يوميًا مقسمة على جرعات). في حالات الخناق (Croup)، قد يُعطى الطفل جرعة واحدة فقط محسوبة بدقة (عادة 0.15 مجم إلى 0.6 مجم لكل كجم).

يجب تناول الشراب مع الطعام أو بعده مباشرة لتقليل تهيج المعدة الذي قد يسببه الديكساميثازون. ومن الضروري استخدام المعيار المرفق بالدواء أو حقنة مدرجة لضمان دقة الجرعة، وعدم الاعتماد على ملاعق الطعام المنزلية التي تفتقر للدقة. في الحالات التي يتم فيها استخدام الدواء لفترة تزيد عن أسبوعين، يمنع منعًا باتًا التوقف المفاجئ عن تناول الدواء، حيث يجب تخفيض الجرعة تدريجيًا (Tapering) تحت إشراف الطبيب للسماح للغدة الكظرية باستعادة نشاطها الطبيعي في إفراز الكورتيزول، وتجنب حدوث قصور كظري حاد.

التحذيرات وموانع الاستخدام

على الرغم من الفعالية العالية لشراب ديكساكيور، إلا أن هناك حالات طبية محددة يُمنع فيها استخدامه، أو يتطلب استخدامه حذرًا شديدًا ومراقبة طبية لصيقة.

يُحظر استخدام الدواء تمامًا في المرضى الذين يعانون من عدوى فطرية جهازية (Systemic Fungal Infections)، لأن الكورتيكوستيرويدات قد تؤدي إلى تفاقم العدوى وانتشارها بشكل مميت. كما يمنع استخدامه بالتزامن مع تلقي اللقاحات الحية (مثل لقاح الحصبة أو شلل الأطفال الفموي) لأن الدواء يثبط الجهاز المناعي، مما قد يؤدي إلى فشل اللقاح أو حتى الإصابة بالمرض الذي يهدف اللقاح للوقاية منه. وكذلك يمنع في حالات فرط الحساسية المعروفة لمادة الديكساميثازون أو أي من مكونات الشراب الأخرى.

يتطلب استخدام الدواء حذرًا خاصًا لدى مرضى القرحة الهضمية النشطة أو الكامنة، حيث يزيد من خطر النزيف المعدي وثقب المعدة. كما يجب مراقبة مرضى السكري بعناية فائقة، لأن الديكساميثازون يرفع مستويات السكر في الدم بشكل ملحوظ، مما قد يستدعي تعديل جرعات الأنسولين أو أدوية السكر الفموية. مرضى ارتفاع ضغط الدم، وقصور القلب الاحتقاني، وهشاشة العظام، والزرق (الجلوكوما)، وأمراض الكلى والكبد، جميعهم يحتاجون إلى تقييم دقيق للمخاطر مقابل الفوائد قبل البدء بالعلاج.

الآثار الجانبية

كسائر الأدوية القوية، يحمل شراب ديكساكيور احتمالية لظهور آثار جانبية، والتي ترتبط بشكل وثيق بمدة العلاج والجرعة المستخدمة. يمكن تقسيم هذه الآثار إلى قصيرة المدى وطويلة المدى.

تشمل الآثار الجانبية قصيرة المدى (التي قد تظهر مع الاستخدام المؤقت): اضطرابات النوم والأرق، زيادة ملحوظة في الشهية، تغيرات في المزاج تتراوح بين النشوة (Eupohria) والتهيج العصبي، وعسر الهضم وحرقة المعدة. قد يلاحظ البعض احمرارًا في الوجه وارتفاعًا مؤقتًا في سكر الدم.

أما الآثار الجانبية طويلة المدى (التي تظهر مع الاستخدام المزمن لأسابيع أو أشهر)، فهي أكثر تعقيدًا وتشمل: تطور ملامح "متلازمة كوشينغ" مثل استدارة الوجه (وجه القمر) وتجمع الدهون في منطقة الرقبة والبطن، ترقق الجلد وسهولة حدوث الكدمات، ضعف العضلات وضمورها، وهشاشة العظام التي تزيد من خطر الكسور. بالإضافة إلى ذلك، قد يحدث تثبيط لنمو الأطفال، وزيادة خطر الإصابة بالعدوى بسبب تثبيط المناعة، وتكون المياه البيضاء (إعتام عدسة العين) أو ارتفاع ضغط العين (الجلوكوما).

التداخلات الدوائية والغذائية

يتميز الديكساميثازون بقابليته للتفاعل مع العديد من الأدوية الأخرى، مما قد يغير من فعالية العلاج أو يزيد من خطر الآثار الجانبية. من أبرز هذه التداخلات:

الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs): مثل الأسبرين والإيبوبروفين. التزامن بينها وبين ديكساكيور يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بقرحة المعدة والنزيف الهضمي.

مدرات البول: خاصة تلك التي تسبب فقدان البوتاسيوم (مثل الفوروسيميد). استخدامها مع الديكساميثازون قد يؤدي إلى انخفاض حاد في مستوى البوتاسيوم في الدم (Hypokalemia)، مما يؤثر على عمل القلب والعضلات.

أدوية السكري: يقلل الديكساميثازون من فعالية أدوية السكري، مما يتطلب زيادة جرعاتها للسيطرة على سكر الدم.

محفزات إنزيمات الكبد (CYP3A4): مثل دواء الفينيتوين (للصرع) والريفامبين (للسل). هذه الأدوية تسرع من تكسير الديكساميثازون في الكبد، مما يقلل من فعاليته، وقد يستدعي زيادة جرعة الديكساكيور.

مضادات التخثر (مثل الوارفارين): قد يؤثر الديكساكيور على استجابة الجسم لمميعات الدم، مما يتطلب مراقبة دقيقة لفحوصات التخثر (INR) لتجنب النزيف أو التجلط.

الدراسات السريرية الحديثة

لا يزال الديكساميثازون محط أنظار الباحثين رغم مرور عقود على اكتشافه. لعل أبرز الدراسات الحديثة التي أعادت تسليط الضوء عليه هي دراسة "ريكافري" (RECOVERY Trial) التي أجريت في المملكة المتحدة عام 2020 خلال جائحة كوفيد-19. أثبتت هذه الدراسة السريرية الضخمة أن استخدام الديكساميثازون بجرعات منخفضة قلل من معدلات الوفيات بنسبة الثلث لدى المرضى الذين يحتاجون إلى أجهزة التنفس الصناعي، وبنسبة الخمس لدى المرضى الذين يحتاجون إلى الأكسجين فقط. هذا الاكتشاف جعل الديكساميثازون أحد الأدوية الأساسية في بروتوكولات علاج الحالات الشديدة من فيروس كورونا عالميًا.

كما تشير دراسات أخرى حديثة في مجال طب الأطفال إلى فعالية الجرعات الواحدة والمختصرة من الديكساميثازون في علاج نوبات الربو المتوسطة في أقسام الطوارئ، كبديل فعال ومقبول للكورسات العلاجية الأطول من البريدنيزولون، مما يحسن من التزام المريض بالعلاج ويقلل من الآثار الجانبية التراكمية.

رأي الأطباء والخبراء

يجمع الأطباء والمتخصصون في علم الأدوية على أن شراب ديكساكيور هو "سلاح ذو حدين". يصفه أطباء الصدرية والحساسية بأنه "المنقذ" في حالات ضيق التنفس الشديد والوذمة الحنجرية، حيث يعمل بسرعة فائقة لفتح المجاري التنفسية وإنقاذ حياة المريض. ويرى أطباء الأورام أنه جزء لا يتجزأ من بروتوكولات الرعاية التلطيفية لتحسين جودة حياة المرضى.

ومع ذلك، يحذر أطباء الغدد الصماء وأطباء الأطفال بشدة من الاستخدام العشوائي لهذا الدواء لغير أغراضه الطبية، مثل استخدامه لزيادة الوزن أو "تسمين" الوجه كما يشاع في بعض الممارسات الخاطئة شعبيًا. يؤكد الخبراء أن اكتساب الوزن الناتج عن الديكساميثازون هو في الحقيقة احتباس سوائل وتوزيع مرضي للدهون وليس زيادة صحية في الكتلة العضلية، ويحمل مخاطر صحية جسيمة على المدى البعيد قد تصل إلى السكري وارتفاع ضغط الدم الدائمين. لذا، يشدد المجتمع الطبي على ضرورة صرف هذا الدواء واستخدامه بموجب وصفة طبية فقط ولأقصر فترة زمنية ممكنة تحقق الاستجابة العلاجية.

نصائح الاستخدام الآمن

لضمان أقصى درجات الأمان عند استخدام شراب ديكساكيور، يوصى باتباع النصائح التالية:

 * التوقيت المثالي: يُفضل تناول الجرعة اليومية (إذا كانت جرعة واحدة) في الصباح الباكر (بين الساعة 6 و 8 صباحًا). هذا التوقيت يحاكي الإيقاع الطبيعي للجسم في إفراز الكورتيزون، مما يقلل من تأثير الدواء المثبط للغدة الكظرية.

 * حماية المعدة: احرص دائمًا على تناول الدواء مع وجبة طعام لتقليل تهيج جدار المعدة.

 * الوقاية من العدوى: بما أن الدواء يقلل المناعة، تجنب مخالطة الأشخاص المصابين بأمراض معدية (مثل الجدري أو الحصبة). واغسل يديك جيدًا وباستمرار.

 * بطاقة الستيرويد: إذا كنت تستخدم الدواء لفترة طويلة، احمل معك بطاقة تفيد بأنك تتناول الكورتيزون، فهذه المعلومة حيوية في حالات الطوارئ الطبية والحوادث.

 * المتابعة الدورية: للمرضى الذين يستخدمون الدواء لفترات طويلة، يجب إجراء فحوصات دورية لضغط الدم، سكر الدم، كثافة العظام، وفحص قاع العين.

 * عدم التوقف المفاجئ: التزم بتعليمات الطبيب بخصوص سحب الدواء تدريجيًا ولا توقفه فجأة أبدًا إذا استخدمته لأكثر من بضعة أيام.

الخاتمة

ختامًا، يمثل شراب ديكساكيور (الديكساميثازون) أحد الإنجازات الطبية الهامة التي وفرت حلولًا فعالة للعديد من الأمراض الالتهابية والمناعية. إنه دواء قوي يتطلب احترامًا لخصائصه البيولوجية والتزامًا صارمًا بالضوابط الطبية لاستخدامه. تكمن الفائدة الحقيقية لهذا العلاج في التوازن الدقيق بين استغلال قدرته العلاجية الفائقة وتجنب آثاره الجانبية المحتملة، وهو توازن لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الإشراف الطبي الواعي والمستنير. إن المعرفة الصحيحة بالدواء هي الخطوة الأولى نحو الشفاء الآمن، والابتعاد عن الاستخدامات غير العلمية هو الضمانة للحفاظ على صحة الجسم وسلامته.

⚠️ إخلاء مسؤولية:

المعلومات الواردة في هذا المقال لأغراض التثقيف الصحي والمعرفي فقط، ولا يُقصد بها ولا ينبغي أن تُستخدم كبديل عن التشخيص الطبي المهني أو المشورة أو العلاج من قبل الطبيب أو الصيدلي المختص. تختلف الاستجابة للأدوية من شخص لآخر، والجرعات المذكورة هي للأغراض الاسترشادية العامة. يجب دائمًا استشارة مقدم الرعاية الصحية المؤهل قبل البدء في تناول أي دواء جديد، أو تغيير الجرعة، أو التوقف عن خطة العلاج الحالية. لا تتحمل الجهة الناشرة أي مسؤولية قانونية عن أي آثار ناتجة عن استخدام المعلومات الواردة هنا دون إشراف طبي.

متى يبدأ مفعول شراب ديكساكيور؟



شرح المصطلحات العلمية (Glossary)

 * الكورتيكوستيرويدات (Corticosteroids): فئة من الأدوية التي تحاكي عمل هرمون الكورتيزول الطبيعي في الجسم، وتستخدم لتقليل الالتهاب وتثبيط المناعة.

 * الجلوكوكورتيكويدات (Glucocorticoids): نوع فرعي من الكورتيكوستيرويدات يؤثر بشكل رئيسي على استقلاب الجلوكوز (السكر) ويملك خصائص قوية مضادة للالتهاب.

 * الوذمة الدماغية (Cerebral Edema): حالة طبية خطيرة تتمثل في تجمع السوائل الزائدة في أنسجة المخ، مما يؤدي إلى زيادة الضغط داخل الجمجمة.

 * تثبيط الغدة الكظرية (Adrenal Suppression): حالة يتوقف فيها الجسم عن إنتاج الكورتيزول الطبيعي نتيجة وجود مصدر خارجي (الدواء)، مما يستدعي السحب التدريجي للدواء لإعادة تنشيط الغدة.

 * متلازمة كوشينغ (Cushing's Syndrome): مجموعة من الأعراض الناتجة عن تعرض الجسم لمستويات عالية من الكورتيزول لفترة طويلة، وتشمل زيادة الوزن في الجذع، وجه القمر، وارتفاع ضغط الدم.

 * تفريد العلاج (Individualized Therapy): نهج طبي يتم فيه تصميم الخطة العلاجية والجرعة لتناسب خصائص وظروف المريض الفردية بدلاً من استخدام نهج واحد للجميع.

 * المناعة الذاتية (Autoimmunity): حالة يقوم فيها الجهاز المناعي بمهاجمة خلايا وأنسجة الجسم السليمة عن طريق الخطأ.

المصادر والمراجع الموثوقة (References)

تم بناء هذا الدليل الطبي على المعلومات المستخلصة من الهيئات الطبية العالمية التالية، والمتخصصة في المادة الفعالة (الديكساميثازون):

 1.مايو كلينك (Mayo Clinic)

​يقدم هذا الرابط معلومات شاملة للمريض حول الاستخدام، الجرعات، والآثار الجانبية للديكساميثازون عن طريق الفم (شراب وأقراص).

Dexamethasone (Oral Route) - Mayo Clinic

2.موقع Drugs.com - موسوعة الأدوية

​موقع متخصص ومعتمد عالمياً لبيانات الأدوية

Dexamethasone Uses, Dosage & Side Effects - Drugs.com


3.WebMD - ويب طب (النسخة العالمية)

​مصدر شهير جداً وسهل القراءة.

Dexamethasone Oral: Uses, Side Effects - WebMD


4.NHS - هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية

Dexamethasone tablets and liquid - NHS


5.MedlinePlus (المكتبة الوطنية الأمريكية للطب - NIH)

Dexamethasone Oral - MedlinePlus

تعليقات